خبراء أمميون يطالبون بمحاكمة إسرائيل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في غزة
خبراء أمميون يطالبون بمحاكمة إسرائيل بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في غزة
دعا عدد من خبراء حقوق الإنسان والمقررين في الأمم المتحدة إلى محاسبة إسرائيل على ما وصفوه بإلحاق أقصى قدر من المعاناة بالمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدين أن تصرفات إسرائيل تتحدى القانون الدولي وتحظى بحماية من حلفائها الدوليين.
وشدد الخبراء والمقررون الأمميون، في بيان مشترك، اليوم الثلاثاء، على أن القانون الإنساني الدولي ينص على مجموعة من القواعد الملزمة لحماية المدنيين الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية، كما يضع قيودًا على الوسائل والأساليب المسموح بها في الحروب.وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وتؤكد الأمم المتحدة أن المدنيين لا يعتبرون أهدافًا عسكرية بموجب القانون الدولي، وأي هجمات تهدف إلى تدميرهم كلياً أو جزئياً تُعد أعمال إبادة جماعية.
وأشار الخبراء إلى أن إسرائيل قد ارتكبت جرائم ضد الإنسانية في غزة، من بينها القتل والتعذيب والعنف الجنسي والتهجير القسري، مشددين على أن هذه الانتهاكات تصل إلى حد الترحيل القسري، كما لفتوا إلى جرائم حرب محتملة تشمل الهجمات العشوائية على المدنيين واستخدام التجويع كسلاح حرب، بالإضافة إلى العقوبات الجماعية المفروضة على السكان الفلسطينيين.
تحقيقات مستقلة
دعا الخبراء إلى إجراء تحقيقات عاجلة ومستقلة في هذه الانتهاكات الخطيرة، مؤكدين ضرورة محاسبة إسرائيل وقادتها على هذه الأفعال، وأضافوا أن "استمرار إفلات إسرائيل من العقاب يبعث برسالة خطيرة، ويجب محاسبتها على جرائمها".
وأعرب الخبراء عن قلقهم الشديد إزاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة، حيث تستمر الاعتداءات على المدنيين في ظل حصار خانق، مما يزيد من حجم المعاناة الإنسانية.
ومن بين الخبراء الموقعين على البيان: المقررون الخاصون المعنيون بالنازحين داخلياً، والحقوق الثقافية، والتعليم، والصحة البدنية والعقلية، والإعدامات التعسفية، والحق في الغذاء، وحماية الحقوق أثناء مكافحة الإرهاب، فضلا عن المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرنشيسكا ألبانيز.
الحرب على غزة
عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "حماس" في 7 أكتوبر 2023 قصف الجيش الإسرائيلي قطاع غزة ووسع غاراته على كل المحاور في القطاع، وتم قصف المدارس والمستشفيات والمساجد باستخدام مئات آلاف الأطنان من القنابل الكبيرة والمحرمة دوليا والأسلحة الفتاكة مسببة خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات كما تصاعدت وتيرة العنف والاعتقالات في الضفة الغربية.
وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 45.500 مواطن فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 106 آلاف جريح، إضافة إلى نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين، في حصيلة غير نهائية وفق أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة.
ونزح نحو مليوني شخص هربا من القصف العنيف، وبعد إنذار إسرائيلي بإخلاء شمال قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل عملياتها العسكرية رغم الأزمة الإنسانية الحادة ورغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب إبادة جماعية وصدور قرارات باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
ولا يزال الجيش الإسرائيلي مستمرا في قصفه مناطق مختلفة في القطاع منذ السابع من أكتوبر، مخلفا دمارا هائلا وخسائر بشرية كبيرة ومجاعة أودت بحياة العديد من الأطفال والمسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.